ان الانسان في علاقاته مع الأخر (الأنا والآخر) تحكمه علاقات اجتماعية ثقافية ودينية ...الخ، لا غنى عنها. وبالرغم من تطوير تلك العلاقات عبر التاريخ من خلال القوانين والأعراف المحلية والقوانين الدولية والدعوة الى التعايش السلمي، إلا ان طبيعة الحوار والتواصل لا تخلو من صعوبات، سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي (مجتمع مع مجتمع آخر، دولة مع دولة أخرى...الخ). وبخاصة في ظل التطورات التي عرفتها المجتمعات المعاصرة، حيث لا يمكن تجاهل الفروق وعدم التجانس.
وبناء على ذلك يتم التساؤل عن كيفية تسهيل التواصل بين مختلف الأشخاص ومضاعفة إمكانية تنمية التعارف وضرورة البحث عن معرفة عيوب الحوار؟ لماذا الأشخاص يترددون في الانخراط في حوار؟ ما هي عوائق الحوار البناء في شتى القضايا؟
ان إصدار الأحكام المسبقة وسوء الفهم الناتج عن عدم الوعي بمواقف الآخرين ينتج من غياب التواصل بكافة اشكاله وفي مقدمته الحوار. فالحوار هو أسلوب حضاري لتعلم القبول الاجتماعي للآخرين وقبول التنوع الثقافي لمن حولنا. قال الله تعالي في القرآن: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم". (سورة الحجرات، الآية 13) ان الحوار هو أسلوب للتعرف والتواصل مع الآخرين، ولكن وفق آداب وأخلاقيات بعيدا عن العنف اللفظي، والتعصب.